العقائد الموروثة.
وقد يكفي في قيمة الإنسان أمامه ، أن الله حمله مسئولية إدارة الحياة وحده ، من خلال عقله وإرادته وإمكاناته المنفتحة على كل جوانب المسؤولية في الحياة ، ولم يحملها لأحد غيره.
* * *
تكريم الإنسان في الأرض
(وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) في تلك الخصائص الذاتية التي يستطيع من خلالها اكتساب خصائص أخرى ، تضيف إلى عقله عقلا جديدا ، وإلى علمه علما منفتحا ، وإلى حركته في الواقع قوّة جديدة ... وقد استطاع الإنسان ، على مر العصور ، في نماذجه العليا المتمثلة بالرسل والأئمة والأولياء ، وفي بقية النماذج المتنوعة في طاقاتها ، أن يكون في المستوى الكبير في تحريك هذه الطاقات ، وفي الوصول بالمعرفة إلى عوالم جديدة ، لم يكن له عهد بها من قبل ، وفي إدارة الحياة على طريقة مبدعة ، توحي بالعمق والسموّ والامتداد ، في ما تعبر عنه من حركة العقل والمعرفة والإرادة.
وإذا كانت هناك سلبيات كثيرة على مستوى الانضباط في خط المسؤولية ، وذلك من خلال مظاهر الانحراف عن إرادة الله التشريعية في كثير من الأعمال والأوضاع ، فإن هناك إيجابيات كثيرة ، على مستوى الإبداع في استخراج دفائن الأرض ، واكتشاف آفاق السماء ، والتحرك على أساس إدارة المعرفة في خدمة الحياة ، من خلال ما أراد الله له أن يفجره من أسرار الكون لخدمة الإنسان والحياة.
* * *