ولا تصرخ في الجهر ، بل تتحرك في وعي السمع بما يضمن نفاذها إلى القلب ، وانسيابها في الروح.
وقد اختلف الرأي في أن الحكم يشمل كل صلاة ، باعتبار أن ما يراد بكلمة (بِصَلاتِكَ) الاستغراق ، أي كل صلاة ، فيكون حكما لكل صلاة ، أو أن الحكم يتعلق بالمجموع من حيث المجموع ، أي أن لا يجهر بجميع الصلوات ولا يخافت بها ، بل يجهر في بعض ويخافت في بعض ، ولكن الظاهر هو الأوّل ، لأن الآية في معرض الحديث عن طبيعة الجو الصلاتي ، لا عن أفرادها ، وذلك من خلال الطريقة التي يقرأ بها المصلي ، مما لا يتناسب مع التفريق بين صلاة وأخرى.
وإذا كانت بعض المذاهب الإسلامية تفرض الإخفات في القراءة في الظهرين والجهر فيها في الصبح والعشاءين ، فلا بد من الالتزام معها بالتخصيص بحالة القراءة أو بتوجيه ذلك بأسلوب آخر. وذلك متروك للبحث الفقهي.
تربية النفس بالتوجه الى الله
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) وهذه هي الكلمة التي يريد الله للإنسان أن يقولها في كل زمان ومكان ، ليعمّق في وعيه الفكري الإحساس الوجداني بالله في مظاهر عظمته ومواقع نعمته ، فيتوجه إليه بالحمد والثناء ، من الموقع المنفتح على آفاق العظمة لديه ليزداد إيمانا في كل كلمة حمد ، ويتعمّق توحيديا في كل التزام بنفي الولد عنه ورفض الشريك له ، في العقيدة والعبادة ، ليقف الإنسان أمام الله الواحد ، فلا يتوجه إلى غيره ، ولا