ليحفظه للأجيال ، في أوّل سورة أنزلها الله على رسوله.
وهكذا أراد للحياة أن تقوى وتشتد وتتركز ، في دائرة التطور الإنساني ، والتقدّم الحياتي على أساس العقل والمعرفة ، ليكون ذلك بمثابة القاعدة التي تكفل استمرارها من موقع القوّة والثبات ، وتكفل للإنسان النموّ المتحرك في أكثر من اتجاه ، مما يلتقي مع الخط الذي يخضع للتقويم والتصحيح في كل مرحلة ينحرف فيها عن الاتجاه المستقيم ، بينما يتأكد الانحراف ويتعمّق ويتحوّل إلى عقيدة راسخة ، إذا انطلقت الحياة في أجواء الجهل والخرافة ، فلا يستقيم لها طريق ، ولا يتحقق لها هدف.
وقد نلتقي بالخط الذي هو أقوم ، في النظرة الشاملة للإنسان في تأكيده للعنصر الإنساني ، وابتعاده عن كل العوامل الطارئة التي لا تلتقي بالعناصر الذاتية في كيانه ، فلم يجعل للنسب أو للعرق أو للّغة أو للأرض أيّة ميزة في حساب القيمة ، بل رأى في تنوع الخصائص أساسا للتنوع في النتائج العملية في حركة الإنسان ، ودعاه إلى اعتبار القيمة ـ كل القيمة ـ في حركة خصائصه الإنسانية في اتجاه الالتزام بالخط المستقيم المرتكز على طاعة الله ، التي هي الخير كل الخير في القول والفعل وحركة العلاقات والتطلعات الروحية للإنسان ، وهذا ما يعبر عنه بالتقوى ، التي تعني الانضباط في خط العقيدة والشريعة ، وبذلك لم تكن خصائص الوجود هي التي تحدّد للإنسان قيمته ، بل هي حركة هذا الوجود في النتائج الكبيرة للحياة.
* * *
العدالة وحاكميتها على الواقع الإنساني
ونلتقي بالخط الأقوم في حركة العلاقات الإنسانية على مستوى الحكم