النموذج ، وتقديم الدرس ، بعيدا عن خصوصيات القصة في تفاصيلها الدقيقة في أرض الواقع ، ولذلك فإننا نكتفي بالإشارة إلى الموضوع من دون الدخول في مناقشات التفصيل.
* * *
كيف نستوحي الآية؟
إن المسألة ليست مسألة خصوصية بني إسرائيل بل هي مسألة الفساد في الأرض الذي ينتج المشكلة للمفسدين ، من خلال الفئات التي تعاني من ضغط الفساد على واقعها ، وتأثيره على حياتها ، فيدفعها ذلك إلى استجماع القوة من مواقع الضعف لتهجم على الذين صنعوا لها الذل والألم والعذاب ، لتدمّر وجودهم بكل قسوة وقوّة ، أو من خلال الفئات التي تترصّد عوامل الضعف لتنال من مواقع القوّة للأقوياء. وقد تبدأ عملية التآكل الذاتي عند ما يستسلم فيه هؤلاء إلى اللذات والشهوات ، ويكفّون عن تنمية عوامل النموّ والقوّة ، فتجد الفئات المتربّصة بهم الفرصة الذهبية التي تتيح لها التغلّب عليهم ، وهزيمتهم بكل سهولة.
وهذا ما عاشه المسلمون في أكثر من موقع من مواقع تاريخهم عند ما هزموا في الأندلس ، أو عند ما هزمهم التتار ، أو عند ما هزمهم اليهود في فلسطين ... وهكذا تتحرك كل عوامل الضعف التي تفقد معها الشعوب والأمم الرغبة في الموت ، وتسترخي فيها لحبّ الحياة ، لتسقط كل إمكانات القوّة لدى الكبار بأيدي الصغار ، وتلك هي سنّة الله في خلقه وفي الحياة.
* * *