(مَحْسُوراً) : هو المنقطع به لذهاب ما بيده.
* * *
مناسبة النزول
جاء في الكافي في حديث مرفوع إلى عجلان قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاء سائل ، فقام إلى مكتل فيه تمر ، فملأ يده فناوله ثم جاء آخر فسأله ، فقام فأخذ بيده فناوله ، ثم جاء آخر فسأله ، فقام فأخذ بيده فناوله ، ثم جاء آخر ، فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثم جاء آخر ، فقال : الله رازقنا وإيّاك.
ثم قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلّا أعطاه ، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها ، فقالت : انطلق إليه فاسأله ، فإن قال لك : ليس عندنا شيء ، فقل : أعطني قميصك. قال : فأخذ قميصه فرمى به ـ وفي نسخة أخرى : فأعطاه ـ فأدّبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (١) والإحسار : الفاقة.
وجاء فيه أيضا حديث مرفوع إلى مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : علّم الله ـ عزوجل ـ نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم كيف ينفق ، وذلك أنه كانت عنده أوقية من الذهب ، فكره أن يبيت عنده ، فتصدّق بها ، فأصبح وليس عنده شيء ، وجاءه من يسأله ، فلم يكن عنده ما يعطيه ، فلامه السائل واغتمّ هو ، حيثما لم يكن عنده ما يعطيه ، وكان رحيما رقيقا ، فأدّب الله ـ تعالى ـ نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمره فقال : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) يقول : إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك ، فإذا أعطيت جميع
__________________
(١) الكافي ، ج : ٤ ، ص : ٥٥ ، رواية : ٧.