معاني المفردات
(بِوَرِقِكُمْ) : بدراهمكم المضروبة.
* * *
البعث بعد نوم طويل
(وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ) من نومهم الطويل ، الذي لم يشعروا فيه بالزمن الذي بلغ ثلاثة قرون وتسع سنوات ، تماما كما يبعث الله الناس بعد الموت ، دون أن يحسوا بطبيعة الأجيال التي تفصل بين يوم البعث وبين ساعة الموت ، (لِيَتَساءَلُوا) كما يتحرك مثل هذا السؤال في الدار الآخرة بعد البعث. (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) لأنّهم يحسون بالامتلاء بالراحة والاكتفاء من النوم ، وهذا ما يوحي إليهم بأن نومهم قد استمر وقتا يكفي لمنحهم مثل هذه القوّة الجسدية ، كما لم يلاحظوا أيّ تغير في أوضاعهم يوحي بمرور الزمن. ولعل من الواضح أن اللام هنا ـ في «ليتساءلوا» ـ ليست للغاية ، بل للعاقبة ، لأننا لا نفهم أن تكون الغاية من بعثهم هو تساؤلهم ، وكذلك ما تقدم في أن بعثهم ليعلم مدة مكثهم في الكهف ، فلا تنافي بين الموردين.
(قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ) في إحساس خفيّ ، بأن هناك وضعا غير عادي في حالتهم ، أو في محاولة للابتعاد عن الجدل في ما لا فائدة منه ، وكأنهم عاشوا الإحساس بالجوع بشكل ضاغط ، لا يمكن لهم أن يتحملوه ، إذ رأوا أنه لا بد من خروج بعضهم لشراء الطعام ، حتى لو أدّى ذلك إلى التعرّض