للخطر من قبل الكفار ، فقرّوا تكليف أحدهم بهذه المهمة وقالوا : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ) وهي الدراهم المضروبة ، التي قيل إنها كانت تحمل صورة الملك الذي كان في زمانهم ، وإن اسمه دقيانوس.
(إِلَى الْمَدِينَةِ) وقيل : اسمها طرسوس. (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً) ليختار الطعام الشهيّ اللذيذ ، (وَلْيَتَلَطَّفْ) أي ليظهر اللطف والرفق مع أهل المدينة في علاقته معهم حتى لا يحصل هناك أيّ خلاف يؤدي إلى انكشاف أمرهم ، وبالتالي إلى انكشاف موقعهم (وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) في أيّة مناقشة أو سؤال أو دخول في حوار مع الناس ، لأن ذلك يجلب لكم المتاعب ، ويؤدي بكم إلى مواجهة الأخطار على مستوى قضية الإيمان والحياة.
(إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) فإذا تمكنوا من السيطرة عليكم وهم الذين يملكون وسائل القوّة والبطش والسيطرة ، (يَرْجُمُوكُمْ) ويقتلوكم بأبشع أدوات القتل ـ وهو الرجم بالحجارة ـ إذا أصررتم على البقاء في خط الإيمان ، وامتنعتم عن الخضوع لهم في السير في خط الكفر والضلال الذي يسيرون عليه ، (أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) إذا استسلمتم لنوازع الضعف الكامنة في نفوسكم ، وعدتم إلى عبادة الأصنام التي تحررتم منها بعبادة الله ، وتحركتم في خدمة الطغيان الذي رفضتموه وفارقتموه إلى غير رجعة. (وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) لأن هذا النهج الذي يتحركون فيه ، ويدعونكم إلى الالتقاء معه ، لا يمثل أيّة فرصة للفلاح في الدنيا والآخرة.
* * *
أهل الكهف ... ومبدأ التقيّة
وقد أثار المفسرون في التعليق على هذه الفقرة من الآية سؤالا وهو ، أن أصحاب الكهف ، لو عادوا إلى ملة هؤلاء ، فإنهم لا يعودون إليها في الباطن ،