بيت المقدس إلى السّموات ، وعليه جمع. وقيل : كان بروحه وهو رؤيا صادقة أراها الله نبيه ، ونسب إلى بعضهم.
إلّا أننا عند ما ندرس الآية المتضمنة للإسراء ، نرى أن الإسراء بالجسد هو المعنى الظاهر منها ، وذلك لما توحي به كلمة «الإسراء» من معاني الحركة والتنقل من مكان إلى مكان ، وإن كان ظرفه هو الليل دون النهار ، وما توحي به كلمة «عبده» من التعبير عن الذات بمعناها المادي والجسدي.
ولكن هذا لا يمنع من الخروج عن هذا الظاهر ، إذا قام دليل قطعي ينفيه ، وجلّ ما بين أيدينا وجود بعض الرّوايات الّتي يسهل مناقشتها وإسقاطها ، كما في رواية عائشة في ما نقل عنها بعض الرواة ، أنها كانت تقول : ما فقد جسد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولكن الله أسرى بروحه ، فقد يكون هذا اجتهادا منها لا رواية لأنها لم تسند ذلك إلى ما سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم تكن معه في ليلة الإسراء.
وقد يستوحى من حديث أم هانئ التي كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نائما عندها في تلك الليلة ، كما تقول ، إنها لم تفتقده ، ولكن لا ظهور للحديث في ذلك.
وبذلك تبقى المسألة على طبيعتها من الناحية القرآنية في مدلولها اللفظي ، لا سيّما إذا كانت إمكانات القاعدة العقلية ـ في ذاتها ، وفي موقعها من قدرة الله التي لا تقف عند حدّ في نطاق قابلية المخلوق لحركة القدرة ـ لا تمنع من ذلك.
وذلك هو الأساس في الإيمان بالغيب ، في ما جاء في القرآن والسنّة ، فإن الأشياء الممكنة ، لا يحتاج الإيمان بها إلا إلى سند موثوق به يؤكد وقوعها ، ولا يفوتنا في هذا المجال نقل بعض الآراء الفلسفية التي تفسر المعراج بالروح.
فقد نقل عن صدر الدين محمد بن إبراهيم ، الفيلسوف الشيرازي ، في