المكانة عند الله ، ولذلك فإن الله يوكل إليه المهمّات المرتبطة بالغيب وبالوحي ، بمفرده ، أو مع الملائكة ، في الدنيا أو في الآخرة ، وقد تتحدث بعض الأحاديث عنه ، بأنه جبرائيل ، أو أنه خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل. وأمّا ما ورد من الحديث عن الروح الذي أوحى به الله إليه ، أو تنزل الملائكة به ، فقد يكون المراد به الوحي الذي نزل على الرسول ، في القرآن أو في غيره ، باعتبار أنه يمثل الروح الذي يمد الحياة بالقوّة ، والإنسان بالنور الإلهي في حركة الوجود من حوله.
* * *
التّساؤل عن معنى الرّوح
أما هذه الآية التي نحن بصددها (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) فقد يمكن أن يكون السؤال فيها عما تردد من الحديث عن الروح في أكثر من آية ، مما جاء بشكل مبهم لا تحديد فيه ، الأمر الذي أثار علامة استفهام لدى الناس. وربّما كانت المسألة معرفة ما يراد من هذه الكلمة في جميع مواقع استعمالها ، لأنها لا تمثل لديهم أيّة صورة تفصيلية ، باعتبارها من الكلمات الغامضة لديهم. وبهذا كان الجواب أنها من أمر الله الذي لا يملك معرفته إلا هو ، لأنه من الأمور البعيدة عن عالم الحواس الذي يمكن أن يطل الإنسان ـ من خلاله ـ على مفردات المعرفة الحسية ، ولكنه لا يملك أيّة وسيلة للإحاطة بالأمور التجريدية.
وقد يكون من البعيد أن يكون المراد بالروح هنا القرآن ـ كما جاء في بعض التفاسير ـ لأنه ليس أمرا غامضا لديهم حتى يسألوا عنه ، كما أن إطلاقه عليه كان على سبيل الاستعارة ، لا الحقيقة.
وقد ذكر بعضهم أن المراد به الروح الإنساني ، لأنه المتبادر من إطلاق