الخط ... وبذلك يكون خطابا لكل داعية رسالي في طريقة حمله للدعوة ، وفي علاقته بالمؤمنين ، لأن خصوصية الخطاب للدعوة في خطه ، لا للنبوة في شخصه.
(وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ) وبلّغ للناس الحقيقة الحاسمة الكاملة من دون زيادة ولا نقصان. (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) لأن الله هو الذي يوحي بالكلمة من موقع علمه الكامل بالأشياء في ما يصلح الحياة وما يفسدها ، فلا مجال لأي تغيير أو تبديل فيها ، لأنها لا تنطلق من خلال الظروف المحدودة القابلة للتغيير ، أو العلم المحدود الذي قد يكتشف الخطأ في بعض معلوماته ... وهكذا يؤكد الله هذه الحقيقة ، ليعرف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والدعاة من بعده ، أن وحي الله هو الحقيقة النهائية التي لا مجال فيها لأي تغيير ، فينطلقوا في الدعوة من موقع الثقة والثبات ، لا من موقع الحيرة والاهتزاز.
* * *
الله هو المحيط بكل شيء
(وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) ولن تستطيع أن تتجه إلا إليه ، لأنه يحيط بك وبالكون كله من جميع الجهات ، وبذلك كانت كلماته هي الحقيقة التي لا مجال للمعرفة إلا من خلالها في ما تحتاجه الحياة في وجودها المستقر ، فلا مفرّ إلى أيّ مكان لغير الله ليميل إليه أو يلتجئ إليه. وبذلك ، يعيش الداعية وحدة الاتجاه في حركة الرسالة ، من حيث وحدة الحقيقة ووحدة المصدر لها ، وهو الله ، فلا تنحرف خطواته عن الخط المستقيم.
* * *