قصة ذي القرنين
وهذا ما نريد أن نلتقيه في حركة القصة القرآنية في قصة ذي القرنين.
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) لتكشف لهم غوامض شخصيته وخصوصية تاريخه ، ليتعرفوا عليها من خلال حديثك ، أو ليتعرفوا دقة معلوماتك ، عند ما يقارنون بينها وبين ما يملكونه من معلومات حصلوا عليها من مصادرهم الموثوقة أو غير الموثوقة ، ليكون السؤال اختبارا لما تملكه من المعرفة. (قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) يمنحكم الفكرة والعبرة ، بعيدا عن الفضول الذاتي الباحث عن التفاصيل.
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ) فأعطيناه من القوة والسلطة والسيطرة ، (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) من الوسائل الفكرية والروحية والمادية ، ومن القوى البشرية المتعاونة معه ، المؤيّدة له ، ومن المواقع المتقدمة في ساحات الصراع الواسعة على مستوى العالم الذي يحيط به.
(فَأَتْبَعَ سَبَباً) وتحرّك من أجل الأخذ بهذه الأسباب التي تمهّد له الوصول إلى أهدافه الكبيرة ، عبر المسافات البعيدة الباحثة عن مشارق الشمس ومغاربها.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ) وهو الموقع الذي ينتهي إليه العمران من جهة الغرب في ما يمكن له أن يبلغه لاصطدامه بحاجز مائيّ أو جبليّ أو ما إلى ذلك ... (وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) وربما كانت كناية عن مصبّ أحد الأنهار ، حيث تكثر الأعشاب ويتجمع حولها طين لزج ـ وهو الحمأ ـ وتوجد البرك كأنها عيون الماء ، فرأى الشمس تغرب من هناك ، ووجدها تغرب في