مناسبة النزول
وقد ذكر المفسرون في هذه الآيات عدة روايات في مناسبة النزول ، (منها) أن قريشا قالت للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ندعك تستلم الحجر حتى تلمَّ بآلهتنا. فحدّث نفسه وقال : ما عليّ أن ألمّ بها ، والله يعلم إني لكاره لها ويدعوني أستلم الحجر. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
(ومنها) أنهم قالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا ، واطرد هؤلاء العبيد والسقاط الذين رائحتهم رائحة الصنان ، حتى نجالسك ونسمع منك. فطمع في إسلامهم ، فنزلت الآية.
(ومنها) أنهم قالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا ، واطرد هؤلاء العبيد والسقاط الذين رائحتهم رائحة الصنان ، حتى نجالسك ونسمع منك. فطمع في إسلامهم ، فنزلت الآية.
(ومنها) أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخرج الأصنام من المسجد ، فطلبت إليه قريش أن يترك صنما على المروة ، فهمّ بتركه ثم أمر بعد بكسره ، فنزلت الآية.
(ومنها) أن وفد ثقيف قالوا : أجّلنا سنة ، حتى نقبض ما يهدى لآلهتنا ، فإذا قبضنا ذلك ، كسرناها وأسلمنا. فهمّ بتأجيلها ، فنزلت الآية (١).
وإننا نحب أن نلاحظ أن هذه الروايات لا تقدّم إلينا الصورة النبوية المشرقة ، المتمثّلة في شخصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الرسالية الواعية لطبيعة السّاحة وشخصياتها والأساليب الملتوية التي يتبعونها ، بل تقدّم إلينا صورة النبي الذي يضعف أمام الأساليب الساذجة التي كانوا يحاولون خديعته بها. إلّا أنّ المسألة لا تكمن في البحث عن عصمته في حركة التبليغ ، ليتحدث المتحدثون بأن ذلك لا ينافي العصمة ، إذ إنّه لم يقدم لهم تنازلا على حساب الرسالة ، بل كان يحاول تجميد بعض الأساليب العملية لحساب الرسالة ، من أجل تسهيل مهمة
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٦ ، ص : ٥٥٧ ـ ٥٥٨.