العطاء ولا يستحقون الكرامة من الآخرين ، بل رعاية لهذين اليتيمين جزاء لصلاح أبيهما.
(وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) ليكون حالة ذاتية تخضع للنوازع الخاصة ، بل هو أمر الله ـ سبحانه ـ الذي أراد له أن يقوم بما قام به ، في حال مصاحبته لموسى عليهالسلام ، ليعلّمه من خلال التجربة كيف يصبر على مواجهة الأشياء التي قد تجد لها تفسيرا في العمق غير ما يلوح على السطح. وكيف يعيش التواضع للعدم ، فلا يكون موقع النبوة ، بما يمثله من مستوى روحيّ عظيم ، مانعا له من أن يسعى للانفتاح على علم جديد ، وللتواضع لأهله.
(ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) لأنك واجهت الأمور في ظواهرها ، ولم تواجهها في مواقعها الخلفية العميقة.
* * *
كيف نفهم القصة ونستوحيها؟
يلفت نظرنا في هذه القصة عدة نقاط :
١ ـ الأسلوب الوديع الذي يعبّر عن روح التواضع للعلم والعلماء ، من دون نظر إلى طبيعة المركز الاجتماعي أو الديني الذي يقف فيه العالم والمتعلم ، فنحن نجد الأدب الرسالي في هذه الكلمات الهادئة المتعطشة للعلم التي خاطب بها موسى عليهالسلام هذا العبد الصالح : (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً).
٢ ـ الأسلوب الواقعي الذي يعبّر عن الروح العملية التي يعيشها العالم تجاه المتعلمين ، بعيدا عن أيّة مجاملة تفرضها الأوضاع الاجتماعية ، أو أيّ