(قِطْراً) : نحاسا أو حديدا أو رصاصا مذابا.
(أَنْ يَظْهَرُوهُ) : أن يعلوه.
* * *
إقامة السّدّ
(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) وتحرّك من خلال الوسائل المتوفرة لديه ، في الانطلاق بعيدا في رحلة ثانية نحو الشرق ، فهيّأ كل الأسباب لذلك ، (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ) في الجانب الشرقي في الصحراء الممتدة أمامه حيث الأفق الواسع ، (وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً) فهم يعيشون على الصعيد في العراء من دون أن يكون هناك أيّ ساتر يسترهم من بناء ونحوه.
(كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) فلم يغب عنا شيء مما كان يتحرك فيه ، أو يقبل عليه ، أو يخطط له من مشاريع وأوضاع ... وربما كان ذلك على سبيل الكناية في إحاطة الله بأموره ، بحيث كانت تحت عنايته ورعايته ورضاه ... أو في تعظيم أمره ، بحيث بلغ من الدقة والسعة ما لا يحيط به إلا الله.
(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) في اتجاه آخر ، (حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) وقد يكون المراد بهما الجبلين ، لأن السد يطلق على الجبل وعلى كل حاجز يسدّ طريق العبور (وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) في ما يوحي به ذلك من بساطتهم وسذاجة فهمهم ، بحيث لا يعيشون العمق الفكري في مواجهتهم للمشاكل ، فيحتاجون إلى الشخص الذي يدبّر لهم أمورهم ، ويقودهم إلى الحلول الممكنة التي كانوا يستطيعون الوصول إليها بأنفسهم ، لو كانوا يملكون الوعي الكامل المنطلق من حالة المعاناة الفكرية. وهذا ما واجهوه مع أولئك الذين كانوا يعيشون في الجانب الآخر من المنطقة ، وراء الجبلين ، فقد كان بإمكانهم أن يبحثوا عن الوسيلة التي يستطيعون أن يتخلصوا بها من ضغطهم على واقعهم