(مِرْفَقاً) : المراد بالمرفق هنا كل ما ينتفع به ، مأخوذ من الرّفق واللطف.
* * *
تقوية عزيمة المؤمنين
تشير هذه الآيات إلى الحالة الروحية والمعنوية للفتية في ما كانوا يلتزمونه من إيمان ، وما يطرحونه من فكر أمام المجتمع الكافر الطاغي ، الذي لا يملك فكرا يقنع به المعارضين له ، بل يملك قوّة تضغط على حريات الناس ، وتصادر قرارهم ، وتضطهد واقعهم ... فيضعفون أمامها ، وينسحقون تحت تأثير سلطتها ، فيوافقون على ذلك كله.
ولكن لم يكن هؤلاء المؤمنون في هذا الموقع الضعيف ، بل كانوا في موقع القوة التي استمدوها من الله ، فأعلنوا موقفهم بكل جرأة وصراحة ، وواجهوا الضغط بمسؤولية وواقعية.
(وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) أي شددنا عليها ، وأوحينا إليهم بالقوّة أمام التحدّي ، فلم تهتز أمام التهديد ، ولم تعش الحيرة والقلق في مواقع الضغط ، بل ثبتت من موقع القناعة المرتكزة على قاعدة الإيمان العميق.
(إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لقد كان قيامهم في مجتمعهم ، أمام الطغاة ، أو أمام خط الكفر والانحراف ، فلم يقعدوا ، أو يسترخوا ، أو يعيشوا الأجواء اللاهية العابثة التي تحاول أن تتخفف من المسؤولية بالأعذار الواهية التي لا تقنع أصحابها فضلا عن غيرهم. لقد كان حسّ المسؤولية عميقا في نفوسهم ، لأنهم يشعرون أن السكوت عن الباطل ، والخوف من إعلان