(وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) وتعبر كلمة السلطان عن جوانب القوة والسلطة والمنعة التي تدعم الموقف من الداخل والخارج ، لينصره أمام الأعداء في تحدياتهم لفكره ومواجهتهم لموقفه ، واعتدائهم على حياته ، وإضعافهم لإرادته ، فلا يضعف أمام الباطل ولا يتنازل عن موقف الحق.
وهذا ما ينبغي للمؤمن أن يتعلّمه ويربّي نفسه عليه في اللجوء إلى الله ـ سبحانه ـ في استمداد القوّة والعون من عنده ، في كل مواقع الخوف والضعف والاهتزاز.
* * *
(جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ)
(وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) أي إعلان الحقيقة على الناس دون خوف ، لأن مسألة إثارة الحق في وعي الناس لا يمكن أن تخضع لعوامل الإخفاء ، بل لا بد من التأكيد على الموقف في ساحة التحدّي ، ليعرف الناس كيف يواجهون الحياة من مواقعه ، لئلا يضيعوا في غمار الضلال ، وهذا ما جعل الأنبياء ينطلقون في دعوتهم للإيمان بالله والسير في طريقه ، بكل قوّة وإصرار ومعاناة ، ويتحملون في سبيل ذلك كل الصعوبات ، ويقدمون أغلى التضحيات ... حتى فقد الكثيرون حياتهم من أجله.
إنه الإعلان المتحدي ؛ لقد جاء الحق ، ودخل الساحة ، وسيفرض نفسه عليها ، وسيواجه كل الأعداء ، وسيهجم على كل المواقع ، بكل أدواته وأساليبه وخطواته العملية ، وزهق الباطل وهلك ، لأن الحق سوف يفضح كل نقاط ضعفه ، وسيكشف عن كل الزيف الذي يختبئ داخله ، وعن كل السحر الزائف الذي يبرز ملامحه بطريقة خادعة ... وسيواجه كل قواه ، وسيسقطه وينتصر