تذكرة الفقهاء [ ج ٩ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تذكرة الفقهاء

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

إمّا لكفّهم أو لنقلهم إلى الإسلام ، فإن بدأوا بالقتال ، وجب جهادهم.

وإنّما يجب قتال من يطلب إسلامه بعد دعائهم إلى محاسن الإسلام والتزامهم بشرائعه ، فإن فعلوا وإلاّ قوتلوا.

والداعي إنّما هو الإمام أو من نصبه.

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى اليمن ، فقال : يا علي لا تقاتل أحدا حتى تدعوه ، وايم الله لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت ، ولك ولاؤه يا علي » (١).

وإنّما يشترط تقدّم الدعاء في حقّ من لم تبلغه الدعوة ولا عرف بعثة الرسول ، فيدعوهم إلى الإسلام ومحاسنه ، وإظهار الشهادتين ، والإقرار بالتوحيد والعدل والنبوّة والإمامة وأصول العبادات وجميع شرائع الإسلام ، فإن أجابوا وإلاّ قتلوا ، لقوله عليه‌السلام : « يا على لا تقاتل أحدا حتى تدعوه » (٢).

أمّا من بلغته الدعوة وعرف البعثة ولم يقرّ بالإسلام فيجوز قتالهم ابتداء من غير دعاء ، لأنّه معلوم عندهم حيث بلغتهم دعوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلموا أنّه يدعوهم إلى الإيمان وأنّ من لم يقبل منه قاتله ومن قبل منه آمنه ، فهؤلاء حرب للمسلمين يجوز قتالهم ابتداء ، فإنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون آمنون ، وإبلهم تسقى على الماء (٣).

وقال سلمة بن الأكوع : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فغزونا ناسا من المشركين فبيّتناهم (٤).

__________________

(١ و ٢) الكافي ٥ : ٢٨ ـ ٤ ، التهذيب ٦ : ١٤١ ـ ٢٤٠.

(٣) صحيح البخاري ٣ : ١٩٤ ، صحيح مسلم ٣ : ١٣٥٦ ـ ١٧٣٠ ، سنن أبي داود ٣ : ٤٢ ـ ٢٦٣٣ ، مسند أحمد ٢ : ١١٢ ـ ٤٨٤٢ ، المغني ١٠ : ٣٨٠.

(٤) سنن أبي داود ٣ : ٤٣ ـ ٢٦٣٨ ، المغني ١٠ : ٣٨٠.