فرجع قنفذ حتى دخل على علي عليهالسلام فأبلغه الرسالة ، فقال عليهالسلام : انطلق إليه فقل له : والله لقد تسمّيت باسم ليس لك ، فقد علمت أن أمير المؤمنين غيرك!
فرجع قنفذ فأخبرهما .. فقال له أبو بكر : يا قنفذ انطلق فقل له : أجب أبا بكر.
فعاد قنفذ فقال : يا علي ، أجب أبا بكر! فقال علي عليهالسلام : انطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور ، فإني لفي شغل عنه ، وما كنت بالذي أترك وصيّة أخي وخليلي (١).
فالممتنعون من البيعة :
فسلمان لم يذكر في الخبر من الممتنعين عن البيعة سوى نفسه وأصحابه الثلاثة ، ولم يذكر بني هاشم ولا سائر الناس ، وإنما ذكرهم ابن عباس ، ولم يذكر نفسه ؛ لأنه كان ابن ثلاث عشرة سنة كما نقل عنه (٢) إلّا أنه أيضا اكتفى بالاجمال بلا تفصيل ، ولا في أيّ خبر آخر في كتاب سليم.
ولعل أوّل من فصّل أكثر من هذا هو الشيخ المفيد في «الإرشاد» فقال : قالت شيعته وهم : بنو هاشم (إجمالا أيضا) وسلمان والمقداد وأبو ذر وعمار وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد الخدري ، وأمثالهم (إجمالا أيضا) من جلّة المهاجرين والأنصار : إنه كان الإمام وخليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣) فهو زاد أربعة على الأربعة ، ولم يسمّ من بني هاشم أحدا ، وإنما من سائر الناس.
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٨٦٢ ـ ٨٦٤.
(٢) كتاب عبد الله بن عباس للسيد الفاني : ٢٣.
(٣) الإرشاد ١ : ٦ ، ٧.