أنه عليهالسلام بعث معها أخاها عبد الرحمن في ثلاثين رجلا وعشرين امرأة من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان من أشراف البصرة ، وإنما ردّها امتثالا لأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله له به (١).
الربيع بن زياد وأخوه عاصم :
كان الربيع بن زياد الحارثي وأخوه عاصم ممّن نزل البصرة مع أبي موسى الأشعري ، فاستعمله الأشعري على البحرين ، وله ٤٥ عاما (٢) وكان بالبصرة والتحق بعليّ عليهالسلام فأصابته نشّابة في جبينه ، فأتاه علي عليهالسلام عائدا ، فقال له : كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ قال : يا أمير المؤمنين ؛ لو كان لا يذهب ما بي إلّا بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه! قال : وما قيمة بصرك عندك؟ قال : لو كانت لي الدنيا لفديته بها! قال : لا جرم ، ليعطينّك الله على قدر ذلك ؛ إن الله تعالى يعطي على قدر الألم والمصيبة ، وعنده تضعيف كثير (٣)!
وكانت داره واسعة ، فلما رأى الإمام سعة داره قال له : ما تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت أحوج إليها في الآخرة؟ ثم قال : بلى إن شئت
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٧٩ و٨٠ ونحوه في مروج الذهب ٢ : ٣٧٠ وكان أخوها عبد الرحمن مع علي عليهالسلام كما في الإمامة والسياسة ١ : ٧٥.
(٢) شرح النهج للمعتزلي الشافعي ١ : ١٧٥ و ١٧٦ ، وقال في ١١ : ٣٥ : هذا ما رأيته بخطّ ابن الخشّاب ورويته عن الشيوخ ... وأما العلاء بن زياد الذي ذكره الرضي رحمهالله (نهج البلاغة خ ٢٠٩ وفي المعتزلي : ٢٠٢) فلا أعرفه! وطاب الربيع وعاش بعد علي عليهالسلام عشر سنين ، فاستعمله زياد بن أبيه لفتوحات خراسان ، وبلغه قتل حجر الكندي فدعا وقال : اللهم إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك! فلم يبرح حتى مات رحمهالله سنة (٥١ ه) كما في اسد الغابة.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ١١ : ٣٥.