وقال اليعقوبي هنا : ووجّه أبو بكر العلاء بن الحضرمي في جيش من أرض البحرين لفتح الزّارة فافتتحها (١) وقال البلاذري : بل صالحوه على أن يأخذ النصف مما هو لهم خارجها وعلى ثلث المدينة وثلث ما فيها من ذهب وفضة (وكانوا قد بعثوا بذراريهم إلى دارين من البحرين) فأخبره بذلك الأخنس العامري ودلّه كراز النكري على مخاضة إليهم قليلة المياه فاقتحمها إليهم مكبّرا فخرجوا إليه وقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ، وسبى أهلهم وذراريهم (٢). فكان أول ما قسمه أبو بكر في الناس دينارا لكل إنسان الحر والعبد والأحمر والأسود (٣).
أبو بكر وسهم ذوي القربى :
هذا ، وقد أجمع أهل العلم كافّة على أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يقسم خمسه من المغنم سهمين فسهم له وسهم لذوي قرباه من هاشم حتى توفّاه الله إليه ، من دون أن يعهد بتغيير ذلك ، فلما ولي أبو بكر أسقط هذين السهمين بموته ومنع بني هاشم منه ، وجعلهم كغيرهم من يتامى المسلمين ومساكينهم وأبناء السبيل (٤) هذا في خمس المغانم ، ومن الزكاة.
أبو بكر وسهم المؤلّفة قلوبهم :
أول ما أعطى النبيّ صلىاللهعليهوآله للمؤلّفة قلوبهم كان من غنائم هوازن في حرب حنين
__________________
(١) اليعقوبي ٢ : ١٣٤.
(٢) فتوح البلدان للبلاذري : ١٠٤. وانظر العسكري في عبد الله بن سبأ ٢ : ١٩٣ ـ ٢٠٠.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٣٤.
(٤) راجع النص والاجتهاد : ٥٠ ـ ٥٥ المورد ٦ مع تعاليق أبي مجتبى الشيخ حسين الراضي ، ط. قم.