وصيّة عمر السياسية :
روى ابن قتيبة في «الإمامة والسياسة» : أن عمر أرسل إلى علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفّان ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة بن عبيد الله ، فجمعهم إلّا طلحة فإنه كان غائبا.
ولما اجتمع هؤلاء الأوّلون من المهاجرين قال لهم : يا معشر المهاجرين الأوّلين ؛ إني نظرت في أمر الناس فلم أجد فيهم شقاقا ولا نفاقا! فإن يكن بعدي شقاق ونفاق فهو فيكم! تشاوروا ثلاثة أيام ، وأعزم عليكم بالله أن لا تتفرّقوا اليوم الثالث حتى تستخلفوا أحدكم ، وأحضروا معكم الحسن بن علي وعبد الله بن العباس فإنّ لهما قرابة وأرجو لكم البركة في حضورهما وليس لهما من أمركم شيء! وأحضروا معكم من شيوخ الأنصار وليس لهم من أمركم شيء! ويحضر ابني عبد الله وليس له من الأمر شيء!
فإن جاءكم طلحة إلى ذلك .. فإن استقام أمر خمسة منكم وخالف واحد فاضربوا عنقه! وإن استقام أربعة وخالف اثنان فاضربوا أعناقهما ، وإن استقر ثلاثة وخالف ثلاثة فاحتكموا إلى ابني عبد الله (كذا) فلأيّ الثلاثة قضى فالخليفة منهم وفيهم! فإن أبى الثلاثة الآخرون ذلك فاضربوا أعناقهم! (فإن لم يرضوا بحكم عبد الله فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف) (١).
__________________
(١) عن خبر الطبري ٤ : ٢٢٩ عن النميري البصري وأبي مخنف عن عمرو بن ميمون الأودي الأنصاري عن ابن عمر.
ومن هنا ـ محورية ابن عوف ـ عرف علي عليهالسلام صرف الأمر عنه إلى عثمان من خلال ابن عوف فإنه صهر عثمان على اخته ، وسعد ابن عم عبد الرحمن فلا يخالفه ، فحتى لو كان الآخران مع علي عليهالسلام لم ينفعاه شيئا ، كما عنه عليهالسلام في الطبري ٤ : ٢٢٩ ، ٢٣٠.