قال اليعقوبي : وأعطاهم بالسويّة لم يفضّل أحدا على أحد ، وأعطى الموالي كما أعطى أبناء الأصلاب ، فقيل له في ذلك ، فأخذ عودا من الأرض بين إصبعيه وقال : قرأت ما بين الدفّتين فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق بمقدار فضل هذا (العود) (١).
نعم أخبر ابن عساكر بسنده عن ابن أبي بكرة قال : لم يأخذ علي عليهالسلام من بيت مالنا بالبصرة غير خميصة (قميص صوف قصير) من دارابجرد أو كانت جبّة محشوّة (٢) فكان الفصل شتاء وأورث من بيت المال زوج امرأة حامل فزعت من هزيمة الجيش فطرحت ولدا حيا مات وماتت هي (٣).
خطبته عليهالسلام بعد القسمة :
نقل المفيد عن الواقدي روى : أن أمير المؤمنين عليهالسلام لما فرغ من قسمة المال قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس ، إني أحمد الله على نعمه : قتل طلحة والزبير وهزمت عائشة! وأيم الله لو كانت عائشة طلبت حقا وأهانت باطلا لكان لها في بيتها مأوى! وما فرض الله عليها الجهاد ، وإن أول خطائها في نفسها. وما كانت ـ والله ـ على القوم إلّا أشأم من ناقة الحجر (قوم ثمود) ولقد جاءوا مبطلين وأدبروا ظالمين.
إنّ إخوانكم المؤمنين جاهدوا في سبيل الله وآمنوا به يرجون مغفرة من الله ، وإنّنا لعلى الحق وإنهم لعلى الباطل ، وسيجمعنا الله وإيّاهم يوم الفصل. وأستغفر الله لي ولكم (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٨٣.
(٢) تاريخ ابن عساكر الدمشقي ٣ : ٢٢٨.
(٣) الكافي ٧ : ٣٥٤ ، ومن لا يحضره الفقيه ٤ : ب ١٥٣.
(٤) الجمل للمفيد : ٤٠٢.