يا معشر الأنصار ؛ إن الذي أراد الله بكم (!) خير مما أردتم بأنفسكم ، وقد كان منكم أمر عظيم البلاء ؛ وصغّرته العاقبة ، فلو كان لكم على قريش ما لقريش عليكم ثم أردتموهم لما أرادوكم به لم آمن عليهم منكم مثل ما آمن عليكم منهم ، فإن تعرفوا الخطأ فقد خرجتم منه وإلّا فأنتم فيه! وتكلم عويم بن ساعدة فقال :
يا معشر الأنصار ؛ إنّ من نعم الله عليكم أنه تعالى لم يرد ما أردتم لأنفسكم ، فاحمدوا الله على حسن البلاء وطول العافية وصرف هذه البليّة عنكم. وقد نظرت في أول فتنتكم وآخرها فوجدتها جاءت من الأمانيّ والحسد .. لوددت أن الله صيّر إليكم هذا الأمر بحقه فكنا نعيش فيه (١).
وكان ممن تخلّف عن بيعة أبي بكر من الأنصار فروة بن عمرو ، وكان سيدا يتصدّق من نخله كل عام بألف وسق ، ويقود فرسين في الجهاد مع رسول الله (٢) ، فانبرى لعويم بن ساعدة ومعن بن عدي وقال لهما : أنسيتما قولكما لقريش : إنا قد خلّفنا وراءنا قوما قد حلّت دماؤهم بفتنتهم! هذا والله ما لا يغفر ولا ينسى! فوثب الأنصار عليهما فأغلظوا لهما وفحشوا عليهما (٣) وأكرمتهما قريش (٤).
وموقف المهاجرين منهم :
في الخبر السابق عن عبد الرحمن بن عوف قال : كان من أشراف قريش الذين حاربوا النبيّ ثم دخلوا في الإسلام موتورين من الأنصار أناس منهم :
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ٦ : ٢٦ ، ٢٧ ، عن الموفقيات.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ٦ : ٢٨ ، ٢٩ ، عن الموفقيات. وفي كشف المحجة : ١٧٧ ، عن رسائل الكليني عن كتاب علي عليهالسلام. وانظر قاموس الرجال ٨ : ٣٨٧ برقم ٥٨٨٦.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ٦ : ٢٧ ، عن الموفقيات.
(٤) شرح النهج للمعتزلي ٦ : ٢٦ ، عن الموفقيات.