وعلى ما مرّ من المختار في وفاة النبيّ المختار صلىاللهعليهوآله في الثاني من ربيع الأول ، وأن بداية مرضها كان بعد خمسين ليلة أي في أوائل العشر الأواخر من ربيع الثاني ، ثم اشتداد مرضها كان في أوائل جمادى الأولى مع عودة أسامة من غزو الشام ، وأن الحوادث على دارها كان بعد رجوعه بما لا يقل عن اسبوع إلى العاشر من جمادى الأولى ، وعليه فمن المستبعد جدا الأخذ بأخبار الوفاة بعد خمسة وسبعين يوما أي في أواسط جمادى الأولى أي بعد الحوادث بحدود أسبوع واحد .. بل هنا يحمل ما رواه سليم عن ابن عباس بأنها : بقيت بعد وفاة أبيها أربعين ليلة (١) ، على بقائها مريضة ، كما في صريح أخبار أخرى ، فيكون آخر الأربعين مع آخر جمادى الأولى أو أوائل الثانية.
وأين دفنت؟
لا أجد في الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهمالسلام أي خبر عن قبر فاطمة عليهاالسلام سوى ما رواه المشايخ الثلاثة في ثلاثة من الكتب الأربعة بإسنادهم عن أحمد البزنطي قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قبر فاطمة عليهاالسلام فقال : دفنت في بيتها (٢) فالكليني اكتفى بذكره الخبر.
__________________
(١) وقد مرّ أنه الخبر الأول والوحيد في الأربعين ليلة. وتبقى أخبار الخمسة وسبعين يوما يحتمل فيها أن كانت في الأصل : خمسة وتسعين.
(٢) قال : فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد. أصول الكافي ١ : ٤٦١ الحديث ٩ ، ونقل ابن طاوس في الإقبال ٣ : ١٦١ عن كتاب المسائل وأجوبتها من الأئمة عليهمالسلام فيما سئل عنه مولانا الإمام الهادي عليهالسلام عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال : كتبت إليه : إن رأيت أن تخبرني عن بيت (بنيّة) أمك فاطمة أهي في طيبة (أو الروضة ظ) أو في البقيع؟ فكتب : هي مع جدي صلوات الله عليه وآله. فلعله يرجع إلى ما في أعلاه.