عودة عمّال الصدقات :
روى الطبري عن سيف عن عطية بن بلال : أن النبيّ صلىاللهعليهوآله كان قد فرّق عمّاله في بني تميم ، فكان الزّبرقان بن بدر على عوف والرّباب من تميم ومن معهم من الأبناء (!) وصفوان بن صفوان على قبيلة بهدى ، وسبرة بن عمرو على قبيلة خضّم كلاهما من بني عمرو من تميم ، وقيس بن عاصم على مقاعس والبطون من تميم ، ووكيع بن مالك على بني مالك ، ومالك بن نويرة على بني يربوع كلاهما من بني حنظلة من تميم.
فحين بلغ الخبر بموت النبي صلىاللهعليهوآله إلى صفوان وسبرة ، قدّم سبرة صدقات قومه خضّم إلى صفوان فحملها صفوان مع صدقات قومه بهدى إلى أبي بكر. وعزم الزّبرقان على الوفاء فاتّبع صفوان بصدقات الرّباب وعوف والأبناء حتى قدم بها المدينة. وعزم قيس بن عاصم على توزيعها في المقاعس والبطون ، ثم ندم فأخرجها إلى العلاء بن الحضرمي لما توجّه إليه فتلقّاه بها (١).
وجاء في خبره السابق عن القاسم بن محمد بن أبي بكر : أن صدقات هؤلاء وصلت إلى أبي بكر في مساء عودته من ذي القصّة ، وسبق صفوان بصدقات قومه بهدى في أول الليل وسبقه سعد ابن أبي وقاص فبشر به ، وفي وسط الليل وصل الزّبرقان بصدقات الرّباب وعوف والأبناء ، وسبقه عبد الرحمن بن عوف فبشّر به ، وطرقهم في آخر الليل عديّ بن حاتم الطائي بصدقات قومه بني طيّئ ، وسبقه أبو قتادة أو ابن مسعود فبشر به. وكانت صدقات كثيرة تزيد على حاجتهم.
وذلك لتمام ستين يوما من خروج أسامة (أي في آخر جمادى الأولى أو أول جمادى الآخرة).
__________________
(١) الطبري ٣ : ٢٦٧ ـ ٢٦٨.