ثم إنه صعد المنبر وقال في خطبته : «إن الله كان يحلّ لنبيّه ما شاء ، وإن القرآن قد نزل منازله ، فافصلوا حجكم عن عمرتكم ، وابتّوا نكاح هذه النساء ، فلا اوتي برجل تزوج امرأة إلى أجل إلّا رجمته»! صحيح أن الجصّاص قال بعد ذكره الحديث : ذكر الرجم على جهة الوعيد والتهديد لينزجر الناس (١). وإلّا أنه تهديد شديد ، ولا بدّ أنه بلغ بشدّته هذه إلى عمّال عمر ومنهم المغيرة بن شعبة الثقفي ، فلما ثقف به الثقفيون في دار أرملة رجل مات منهم لم يدّع التمتّع بها.
عمر ، والمغيرة الثقفي :
وفيها (١٦ ه) كانت الشهادة على المغيرة بن شعبة بالزنا بالبصرة فعزله عمر عنها (٢).
وقال اليعقوبي : سار المغيرة من البصرة لنصرة سعد بن أبي وقاص في القادسية ثم عاد إليها. وكان بالبصرة من ثقيف : الحجّاج بن عتيك أو عبيد وامرأته أم جميل من بني هلال (ومات الحجّاج أو قتل) فأخذ المغيرة يختلف إليها حتى استراب به جماعة من المسلمين منهم شبل بن معبد ونافع بن الحارث وزياد بن عبيد الثقفي وأخوه من أمه أبو بكرة ، وكانوا في بيته مقابل بيت أم جميل ، ودخل المغيرة إليها ورفعت الريح الستر فإذا بهم يرونه عليها.
فوفدوا إلى عمر وقصّوا عليه القصة ، فدعا عمر أبا موسى الأشعري وأمّره على البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة. فقدم أبو موسى وأشخص المغيرة ،
__________________
(١) انظر الغدير ٦ : ٢١١ ، ٢١٢ في مصادر خطبة عمر هذه. وانظر شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢٦٥ وتاريخ بغداد ١٤ : ١٩٩.
(٢) تاريخ خليفة : ٧٤.