وكان سهل بن حنيف حاضرا ومعه غلامه وقد اعتقه ، فقال : يا أمير المؤمنين هذا غلامي بالأمس وقد اعتقته اليوم؟ فقال : نعطيه كما نعطيك (١).
مصر ، والأمير السابق واللاحق :
روى الثقفي في «الغارات» عن ابن السائب الكلبي عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري : أن ابن أبي سرح لما طرد من مصر نزل على تخوم أرض مصر مما يلي فلسطين وانتظر ما يكون من أمر عثمان ، حتى طلع عليه راكب فأخبره بقتل عثمان وبيعة علي عليهالسلام ، فاسترجع ، فعرفه الرجل فقال له : فالنجاء النجاء ، فإنّ رأي أمير المؤمنين إن ظفر بكم نفاكم عن بلاد المسلمين أو قتلكم ، وهذا أميره يقدم عليكم بعدي ، قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري. فخرج ابن أبي سرح إلى ابن أبي سفيان بدمشق.
وكان علي عليهالسلام قد دعا قيس بن سعد فقال له : سر إلى مصر فقد ولّيتكها ، فاخرج إلى رحلك فاجمع فيه من ثقاتك من أحببت أن يصحبك حتى تأتيها ومعك جند (٢) فإن ذلك أرهب لعدوّك وأعزّ لوليّك ، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسن إلى المحسن ، واشتدّ على المريب ، وارفق بالخاصة والعامة ، فإن الرفق يمن.
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ٧ : ٣٧ ـ ٣٩ ، عن كتاب الإسكافي في نقض الرسالة العثمانية للجاحظ مرسلا بلا إسناد ، ورواه الطوسي في الأمالي : ٧٢٧ ، الحديث ١٥٣٠ بإسناده إلى ابن عقدة الزيدي عن أبي الصلت الهروي عن الصحابي مالك بن أوس بن الحدثان ، وليس فيه التوقيت بيومين أو ثلاثة بعد البيعة العامة مما هو مستبعد جدّا من محتوى الخبر. وروى آخر الخبر بإسناد آخر في ٦٨٦ ، الحديث ١٤٥٧.
(٢) فيبدو أن ثوار مصر كانوا قد رجعوا ولم يبقوا.