وعن حبّة العرني : أنه عليهالسلام بعث إليها أخاها محمدا مع عمار بن ياسر : أن ارتحلي والحقي ببيتك الذي تركك فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : والله لا اريم عن هذا البلد أبدا!
فرجعا إلى علي عليهالسلام وأخبراه بقولها ، فغضب ، فأضاف إليهما الأشتر وبعثهم إليها : أن والله لتخرجنّ أو لتحملنّ احتمالا!
ثم أرسل إلى رجال من بني عبد القيس فقال لهم : اندبوا إليّ الحرّة الخيرة من نسائكم ، فإن هذه المرأة من نسائكم ـ وقد أبت أن تخرج ـ لتحملوها احتمالا!
فلما علمت عائشة بذلك قالت لهم : قولوا له فليجهّزني ، فأتوا أمير المؤمنين فذكروا له ذلك ، فجهّزها وبعث إليها بالنساء ، فلما رأت النساء معهنّ الإبل ارتحلت (١).
إرسالها إلى دارها :
نقل المفيد عن الواقدي : أن أمير المؤمنين عليهالسلام أمر أربعين امرأة (من بني عبد القيس) أن يتزيّن بزيّ الرجال فيلبسن القلانس والعمائم ويتقلدن السيوف ، فيكنّ عن يمين عائشة وشمالها وخلفها فيحفظنها حتى يوصلنها إلى دارها بالمدينة ، ففعلن النساء ذلك. فكانت عائشة تقول في طريقها : اللهم افعل بعليّ بن أبي طالب بما فعل بي!
فلما بلغن المدينة ألقين العمائم والسيوف ودخلن معها ، فلما رأتهنّ كذلك أبدت الندم على ما فرّطت بذم عليّ عليهالسلام وسبّه! وقالت : جزى الله ابن أبي طالب خيرا ، فقد حفظ فيّ حرمة رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢) ونقل السبط عن الكلبي :
__________________
(١) الكافئة في إبطال توبة الخاطئة للمفيد ، وعنها في بحار الأنوار ٣٢٠ : ٢٧٤ و٢٧٥.
(٢) الجمل للمفيد : ٤١٥ وبهامشه مصادر كثيرة ، وفي اليعقوبي ٢ : ١٨٣ : سبعين امرأة.