فقال : فالزم رايتك ، فإذا اختلطت الصفوف قف في مكانك بين أصحابك ، فإن أنت لم تر أصحابك فإنهم سيرونك (١) وكان علما عظيما أسود (٢) يملأ الرمح (٣).
ونقل المفيد عن الواقدي بسنده عن ابن الحنفية قال : لما دفع أبي علي عليهالسلام إليّ اللواء قال : لا تحدثنّ شيئا حتى يحدث فيكم.
ثم نام (القيلولة في فسطاط صغير) فنالنا نبل القوم ، فأفزعته ، ففزع وهو يمسح عينيه من النوم ، وأصحاب الجمل يصيحون : يا لثارات عثمان! فبرز وليس عليه إلّا قميص واحد ، فتقدمت إليه وقلت له : يا أبة! أفي مثل هذا اليوم بقميص واحد! فقال عليهالسلام : أحرز امرأ أجله ، والله قاتلت مع النبي صلىاللهعليهوآله وأنا حاسر أكثر مما قاتلت وأنا دارع!
ثم دنا (حاسرا) من طلحة والزبير فكلّمهما (٤).
وآب الزبير وما تاب :
قال ابن قتيبة : خرج علي عليهالسلام على بغلة رسول الله الشهباء بين الصفّين حاسرا ، ثم نادى : أين الزبير! فخرج الزبير إليه حتى إذا كانا بين الصفّين .. قال له علي عليهالسلام : يا أبا عبد الله ؛ ما جاء بك هاهنا؟ قال : جئت أطلب دم عثمان! فقال علي عليهالسلام : قتل الله من قتل عثمان! أنشدك الله ـ يا زبير ـ هل تعلم أنك مررت بي
__________________
(١) الجمل للمفيد : ٣٦٨.
(٢) الجمل للمفيد : ٣٧٥ عن الواقدي ، وقد مرّ الخبر في الهامش عن أبي مخنف : أنها كانت راية النبيّ : العقاب ، وهي كانت سوداء ولذلك سميّت عقابا ، فلا يصح ما في الجمل للمفيد : ٣٧٣ عن الواقدي أيضا : أنها كانت راية بيضاء.
(٣) الجمل للمفيد : ٣٧٣ عن الواقدي.
(٤) الجمل للمفيد : ٣٥٥.