فإذا بلغ الكتاب أجله وكشف لك عمّا أوى إليه الظالمون وآل إليه الأخسرون ؛ لهربت إلى الله عزوجل مما هم عليه مقيمون وإليه صائرون.
ألا وإني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون ، وكباب حطة في بني إسرائيل ، وكسفينة نوح في قوم نوح ، إني النبأ العظيم والصديق الأكبر ، وعن قليل ستعلمون ما توعدون ، وهل هي إلّا كلعقة الآكل ومذقة الشارب وخفقة الوسنان ، ثم تلزمهم المعرّات خزيا في الدنيا (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(١) فما جزاء من تنكّب محجّته وأنكر حجته ، وخالف هدايته وحاد عن نوره واقتحم في ظلمه ، واستبدل بالماء السراب وبالنعيم العذاب ، وبالفوز الشقاء وبالسرّاء الضرّاء ، وبالسعة الضنك ، إلّا جزاء اقترافه وسوء خلافه فليوقنوا بالوعد على حقيقته وليستيقنوا بما يوعدون (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ* إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ* يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ* نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ)(٢) والحمد لله (٣).
ويعوز آخر الخبر هكذا عن ذكر حال الحضور المخاطبين وردّ فعلهم.
ما ذا كانت فدك؟
مرّ بعد أخبار خيبر خبر الطبرسي في «إعلام الورى» عن أبان عن زرارة عن الباقر عليهالسلام قال : لما فرغ رسول الله من خيبر ، عقد لواء يريد أن يبعث به
__________________
(١) البقرة : ٨٥.
(٢) ق : ٤٢ ـ ٤٥.
(٣) روضة الكافي : ١٦ ـ ٢٥ ، وصدره في تحف العقول : ٦٧ ـ ٧٢ وتعرف بخطبة الوسيلة.