فوجدت المقداد وسلمان وأبا ذر (١) وعمارا وحذيفة وأبا الهيثم ابن التيهان وعبادة بن الصامت ، وإذا حذيفة يقول لهم : والله ليكوننّ ما أخبرتكم به ، والله ما كذبت ولا كذبت. وإذا القوم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين. ثم قال : وإنّ ابيّ بن كعب قد علم كما علمت فأتوه.
فانطلقنا إلى دار ابيّ فضربنا عليه بابه فقال : من أنتم وما حاجتكم؟
فكلّمه المقداد قال : افتح بابك فإن الأمر أعظم من أن يجري من وراء حجاب!
فقال ابيّ : قد عرفت ما جئتم له ، كأنكم أردتم النظر في هذا العقد؟ أفيكم حذيفة؟ قال : نعم ، فقال ابيّ : فالقول ما قال حذيفة ، وبالله ما أفتح عنّي بابي حتى تجري على ما هي جارية ، ولما يكون بعدها شرّ منها! وإلى الله المشتكى (٢).
وفي ضحى يوم الثلاثاء :
روى ابن اسحاق عن الزهري عن أنس بن مالك الأنصاري قال : لما بويع أبو بكر في السقيفة ، وكان الغد ..
جاء عمر بأبي بكر إلى المسجد ، فصعد أبو بكر المنبر ، وقام عمر دونه ، فحمد الله وأثنى عليه ، واعتذر إلى الناس من قولته بالأمس فقال : أيها الناس ،
__________________
(١) وروى المعتزلي ٦ : ١٣ ، عن الجوهري بسنده : أن أبا ذرّ أيضا كان غائبا فقدم وقد ولّي أبو بكر فقال : لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم لما اختلف عليكم اثنان ، وفي كتاب السقيفة : ٦٢.
(٢) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٥٧٣ ، وعن الجوهري في شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١ : ٢١٩ ، وفي كتاب السقيفة : ٤٦ ، ٤٧.