أخبار خطبه عليهالسلام بعد البيعة :
واختلفت الأخبار في خطبه عليهالسلام بعد البيعة :
ففي خبر : أنه عليهالسلام حمد الله وأثنى عليه ، ثم وعد الناس من نفسه خيرا ، ثم قال :
واعلموا أن الدنيا قد أدبرت ، وأن الآخرة قد أقبلت ، ألا وإن اليوم المضمار (ميدان السباق) والسبق غدا ، والسبقة الجنة والغاية النار. ألا وإن الأمل يسهى القلب ويكذب الوعد ، ويأتي بغفلة ويورث حسرة ، فهو غرور وصاحبه في عناء. فافزعوا إلى قوام دينكم ، وإتمام صلاتكم وأداء زكاتكم ، والنصيحة لإمامكم (١) وتعلّموا كتاب الله ، وأصدقوا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم ، وأدّوا الأمانات إذا أوتمنتم ، وارغبوا في ثواب الله وارهبوا عذابه ، واعملوا الخير تجزوا خيرا يوم يفوز بالخير من قدّم الخير (٢).
فرفع بهذا البيان منع عمر عن تفسير القرآن ، وعن التحديث عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وعليه فقد بدأ عهده بتعهّد عمودي الإسلام كتاب الله وسنة نبيّه ، تعليما وتحديثا.
ونقل المدائني في كتبه ، والجاحظ في «البيان والتبيين» وابن قتيبة في عيون الأخبار والكليني في «الكافي» بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : لما بويع علي عليهالسلام بعد مقتل عثمان صعد المنبر فقال :
الحمد لله الذي علا فاستعلى ، ودنا فتعالى ، وارتفع فوق كل منظر وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ، خاتم النبيين وحجة الله على العالمين ، مصدّقا للرسل الأوّلين ، وكان بالمؤمنين رءوفا رحيما ، فصلّى الله وملائكته عليه وعلى آله.
__________________
(١) النصيحة هنا أي الإخلاص للإمام وليس إسداء النصح إليه.
(٢) الإمامة والسياسة : ٥١ ، وصدره في مروج الذهب ٢ : ٤٢٤.