والبيعة في المسجد :
ومرّ عمر وأبو عبيدة بأبي بكر حتى أدخلوه المسجد الشريف ، فقال عمر لأبي بكر اصعد المنبر ، ولم يزل به حتى صعد المنبر (١).
فروى المعتزلي عن الجوهري عن رجل من بني زريق قال : جلس أبو بكر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإني ولّيتكم ولست بخيركم ، ولكنه نزل القرآن وسنت السنن علّمنا فتعلّمنا! أيها الناس ، إنما أنا متّبع ولست بمبتدع (؟) إذا أحسنت فأعينوني وإذا زغت فقوّموني. إنّ أكيس الكيس التقى ، وأحمق الحمق الفجور ، وإن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له الحق ، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق (٢).
وروى المفيد في «الجمل» عن أبي مخنف عن الكلبي بسنده عن زائدة بن قدامة الثقفي (٦٢ ه) قال : كان جماعة من الأعراب من بني أسلم قد دخلوا المدينة للميرة يوم الاثنين فشغل الناس عنهم بموت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فأنفذ إليهم عمر واستدعاهم وقال لهم : خذوا (المئونة) بالمعونة على بيعة خليفة رسول الله ، فاخرجوا إلى الناس واحشروهم ليبايعوا ، فمن امتنع فاضربوا رأسه وجبينه!
قال قدامة : فو الله لقد رأيتهم قد تحزموا بازرهم وأخذوا خشبا بأيديهم وخرجوا يخبطون الناس خبطا وجاءوا بهم للبيعة مكرهين (٣).
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ١٦٥ كتاب البيعة.
(٢) عن الجوهري في النهج للمعتزلي ٦ : ٥٥ ـ ٥٦. وفي كتاب السقيفة : ٥٠ بتصرف يسير في الألفاظ.
(٣) الجمل : ١١٩.