وكان يعلى بن منية التميمي حليف بني نوفل عاملا لعثمان على الجند باليمن ، وكان قد حجّ بمال معه كثير ، فلما بلغه قتل عثمان وعزل علي عليهالسلام له عن اليمن وسمع نداء ابن أبي ربيعة ، خرج من داره وهو مشتمل بشملة صنعانية ويحمل صرّة يشير بها ويقول : أيها الناس ؛ هذه عشرة آلاف دينار من عين مالي! أقوّي بها من طلب بدم عثمان ، ومن خرج بطلب دم عثمان فعليّ جهازه! ثم اشترى أربعمائة بعير أناخها بالبطحاء وحمل عليها الرجال (١).
ويتشاورون إلى أين يخرجون؟
روى البلاذري بسنده عن الزهري : أن الزبير وطلحة لما صارا إلى مكة ، وبها يعلى بن منية التميمي ومعه زيادة على أربعمائة بعير ومال كثير قدم به من اليمن ، وقدم عليهم من البصرة ابن عامر يجرّ معه الدنيا! اجتمعوا عند عائشة يداولون الرأي!
فقالوا : نسير إلى المدينة فنقاتل عليا.
فقال بعضهم : ليست لكم طاقة بأهل المدينة!
فقالوا : فنسير إلى الشام فيه الرجال والأموال ، وأهله شيعة لعثمان ، فنطلب بدمه ونجد منهم على ذلك أعوانا وأنصارا ومشايعين.
فقال قائل منهم : هناك معاوية وهو والي الشام والمطاع به ، فلن تنالوا ما تريدون ، وهو أولى منكم بما تحاولون فإنه ابن عم الرجل.
فقال بعضهم : نسير إلى العراق فلطلحة شيعة بالكوفة ، وللزبير من يميل إليه ويهواه بالبصرة! أشار بذلك عليهم عبد الله بن عامر وقوّاهم بمال كثير (٢).
__________________
(١) الجمل للمفيد : ٢٣١ ـ ٢٣٣.
(٢) أنساب الأشراف ٢ : ٢٢١ ـ ٢٢٢.