وتواقفوا في اليوم الثالث :
قال الواقدي : ثم تواقفوا في اليوم الثالث ، فبرز أول الناس عبد الله بن الزبير ودعا إلى المبارزة ، فبرز إليه الأشتر (١) واصطرع عبد الله والأشتر حتى سقطا إلى الأرض وأخذ الأشتر بعنق ابن الزبير وبه ضربة مثخنة في جانب وجهه ، وأخذ يصرخ : اقتلوني ومالكا ، يعني الأشتر ، ولو قال الأشتر لقتلوه ، فافرج الأشتر عنه فانهزم (٢).
وروى الواقدي عن ابن الزبير (ولعلّه عروة) قال : أخذ بخطام الجمل يومئذ سبعون رجلا من قريش قتلوا كلهم ، وجرح ابن الزبير (عبد الله) ومروان بن الحكم ، فلما قتلوا أخذ بنو ضبّة بخطام الجمل فقتلوا ، حتى غرق الجمل بدماء القتلى ، وولّى الزبير منهزما (٣).
قال المفيد : وروى الواقدي عن رجاله العثمانيين (في الرأي والهوى) عن عائشة قالت : واحتمل ابن اختي عبد الله جريحا ... وسألت فقلت : وما فعل أبو سليمان (الزبير) فقيل : قد قتل! فلقد جمدت عيناي تلك الساعة وانقطعت من الحزن ، وأكثرت الاسترجاع والندامة .. وسألت عن عبد الله فقيل لي : قد قتل! فازددت همّا وغمّا حتى كاد ينصدع قلبي (٤).
وبلغ طلحة : أن الزبير قد اندفع وهم لا يعلمون به (٥).
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ١ : ٢٦٢.
(٢) الجمل للمفيد : ٣٥٠.
(٣) الجمل للمفيد : ٣٧٦.
(٤) الجمل للمفيد : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ويقتصر الكتاب على هذه الرواية ولا يروى فرار الزبير أوّل القتال.
(٥) الجمل للمفيد : ٣٨٤ ويقتصر المفيد في كتابه على هذه الأخبار ولا يروى خبر فراره قبل القتال أو أوّله.