فقال علي عليهالسلام : أحلت على زبيد (وهو) غير ثقة!
وأتى علي عليهالسلام بابن مسعود إلى منزله (؟).
وحين برئ أراد الغزو (إلى الشام) فقال مروان لعثمان : إن ابن مسعود أفسد عليك العراق أفيريد أن يفسد عليك الشام؟! فمنعه عثمان من ذلك ، وكان لا يأذن له بالخروج حتى إلى ضواحي المدينة ، هذا وقد قطع عطاءه من بيت المال حتى مات بعد ثلاث سنين (١).
وبعد إشارة اليعقوبي إلى خبر ابن مسعود عاد إلى ذكر سائر المصاحف المرسلة إلى الأمصار بعد أن احتفظ بنسخة للمدينة ، فأرسل مصحفا إلى مكة ، وآخر لليمن ، وآخر لمصر ، وآخر لدمشق ، وآخر للبحرين ، وآخر للبصرة ، وآخر للجزيرة. وجمع المصاحف من الآفاق فقيل : أحرقها وقيل : بل سلقها بالماء الحارّ والخلّ ، فلم يبق مصحفا إلّا فعل به ذلك (٢).
فسق الوليد في الكوفة :
قال المسعودي : كان الوليد يشرب مع ندمائه ومغنّيه من أول الليل إلى الصباح ، فلما آذنوه بالصلاة خرج بثيابه (الداخليّة) وتقدم إلى المحراب لصلاة الصبح فصلّى بهم أربعا وقال في سجوده : اشرب واسقني! فلمّا سلّم التفت إلى من خلفه وقال لهم : ألا تريدون أن أزيدكم؟
فقال له عتّاب بن غيلان الثقفي : ما تزيد؟ لا زادك الله من الخير! والله لا أعجب إلّا ممن بعثك إلينا واليا وعلينا أميرا! ثم حمل إلى دار الإمارة.
__________________
(١) انظر الغدير ٩ : ٣ و٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٧٠ ، وانظر التمهيد ١ : ٢٩٧ ـ ٣٠٠ ، وفي تلخيصه ١ : ١٧٣ ـ ١٧٦. وانظر بحار الأنوار ٣١ : ١٥٠ ـ ١٥١ بتحقيق اليوسفي الغروي.