فهجم عليه جماعة من المسجد إلى قصره منهم : جندب بن زهير وأبو زينب ابن عوف الأزديان ، فوجدوه مضطجعا على سريره سكران لا يعقل ، وأيقظوه فلم يستيقظ ، ثم تقيّأ عليهم الخمر ، فانتزعوا خاتمه من يده.
وخرجوا من فورهم إلى عثمان بالمدينة ، فشهدوا عنده على الوليد بشرب الخمر ، فقال لهما عثمان : وما يدريكما أنه شرب خمرا؟! فقالا : هي الخمر التي كنّا نشربها في الجاهلية. وأخرجا خاتمه فدفعاه إليه ، فدفع في صدريهما وقال لهما : تنحّيا عنّي ، وزجرهما (١).
وفي البلاذري : أنه كان معهما أبو حبيبة الغفاري والصعب بن جثّامة (٢).
وفي «الأغاني» عن المدائني عن الزهري قول عثمان لهم : أكلّما غضب رجل منكم على أميره رماه بالباطل؟ لئن أصبحت لأنكّلنّ بكم!
وأصبح عثمان فسمع من حجرة عائشة صوتا وكلاما غليظا ، وكانوا استجاروا بها ، فقال عثمان : أما يجد فسّاق أهل العراق ومرّاقهم ملجأ إلّا بيت عائشة؟!
فمدّت عائشة يدها وأخرجت نعل رسول الله ورفعته إليه وقالت له : لقد تركت سنّة رسول الله صاحب هذا النعل (٣)! فأغلظ لها عثمان وقال : وما أنت وهذا؟! إنما امرت أن تقرّي في بيتك (٤).
وتسامع الناس بذلك فجاءوا حتى امتلأ بهم المسجد فمنهم من قال
__________________
(١) مروج الذهب ٢ : ٣٣٥ ، ٣٣٦.
(٢) أنساب الأشراف ٥ : ٣٣.
(٣) انظر الغدير ٨ : ١٢٣.
(٤) انظر الغدير ٨ : ١٢٠.