فخرج عثمان فصلّى بهم أربعا (١).
ثم إنّ عثمان رأى أن يقلّص صلاة القصر في السفر في سائر الموارد ويكتفي للقصر بموردين فقط ، فكتب إلى عمّاله : لا يصلّي الركعتين مقيم ، ولا جاب ، ولا تاجر ، ولا زارع ، ولا راع ، وإنما يقصّر الصلاة يصليها ركعتين : من كان شاخصا مسافرا في حاجة ، أو بحضرة عدوّ (٢).
عثمان وعبد الرحمن ووليمة الزوراء :
قال اليعقوبي : واعتلّ عثمان علة شديدة ، فكتب بيده عهدا لمن بعده وكتب اسم عبد الرحمن بن عوف ، وربطه ، ودعا مولاه حمران بن أبان فبعث معه بالكتاب إلى أم حبيبة ابنة أبي سفيان! لكن حمران في الطريق فتحه وقرأه ثم دفعه إلى أم حبيبة ، ثم مضى إلى ابن عوف فأخبره خبره ، فغضب وقال : استعملته علانية ويستعملني سرّا؟! وبلغ ذلك عثمان فدعا بحمران وأمر فضرب مائة سوط! ثم سيّره إلى البصرة! وبلغ ذلك ابن عوف فعادى عثمان لذلك (٣).
ولكن عثمان لم يقاطع ابن عوف ، فلما بنى قصره الزوراء وأولم لذلك ودعا الناس إليه دعا ابن عوف فيمن دعاه ، فلما رأى ابن عوف الزوراء قال له : يا ابن عفّان! لقد صدّقنا عليك ما كنا نكذّب فيك! وإني أستعيذ الله من بيعتك!
__________________
(١) فروع الكافي ٤ : ٣.
(٢) الغدير ٨ : ١٨٥ ، ١٨٦.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٩.