الزهراء مع أمير المؤمنين عليهالسلام :
ولما رجعت فاطمة عليهاالسلام إلى المنزل وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يتوقع رجوعها إليه فقالت له :
يا ابن أبي طالب اشتملت مشيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخاتك (١) ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة قد ابتزني نحيلة أبي وبليغة ابني والله لقد جدّ في ظلامتي وألدّ في خصامي حتى منعتني قيلة نصرها والمهاجرة وصلها وغضّت الجماعة دوني طرفها ، فلا مانع ولا دافع خرجت والله كاظمة وعدت راغمة ، أضرعت خدك يوم أضعت حدك ، افترشت التراب ، وافترست الذئاب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت طائلا ليتني مت قبل منيتي ، ودوني ذلتي ، عذيري الله منك عاديا ولي حاميا ويلاي في كل شارق ، مات العمد ووهن العضد شكواي إلى ربي وعدواي إلى أبي ، اللهمّ أنت أشد قوة وحولا وأحد بأسا وتنكيلا.
فقال لها أمير المؤمنين عليهالسلام : لا ويل لك بل الويل لشانئيك نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة فو الله ما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون وما أعدّ لك خير مما قطع عنك فاحتسبي الله فقالت عليهاالسلام حسبي الله ونعم الوكيل (٢).
__________________
(١) يقال : خات الرجل : نقض عهده.
(٢) أمالي الطوسي : ٦٨٣ ، الحديث ١٤٥٥ ، بسنده عن أبان عن الصادق عليهالسلام وفي كشف الغمة ٢ : ١٠٦ ، عن خط السيد المرتضى وليس في الشافي ولا تلخيصه ولا مناقب الحلبي وفي بحار الأنوار ٢٩ : ١٥٧ ، عن الأربلي و ١٦٢ عن الطوسي ، ثم ذكر الإشكال فيه على جلالتهما وعصمتهما وأجاب عنه.