وإنك لتتكلّم؟! كأنك لا تدري من أنت؟! إنما أنت علج (أعجميّ) من أهل صفورية (١).
فاستشاط عثمان غضبا وقال لعليّ عليهالسلام : يا علي! ليس لك أن تتعتعه ولا أن تسبّه! فقال علي عليهالسلام : بلى لي أن أقهره على الصبر على الحدّ ، وما سببته إلّا لمّا سبّني بباطل فقلت فيه حقا.
وكان لسوطه رأسان فضربه به أربعين جلدة بثمانين (٢).
عثمان والقصر في السفر :
روى الطبري عن الواقدي عن ابن عباس قال : إنّ عثمان صلّى بالناس (الحجّاج) بمنى في ولايته ركعتين (قصرا) حتى إذا كانت السنة السادسة (من حكمه ٢٩ ه) أتمّ الصلاة بها وبعرفة ، فتكلّم في ذلك غير واحد من أصحاب النبيّ وعابه عليه ، وجاءه في من جاءه علي عليهالسلام فقال له : لقد عهدت نبيّك صلىاللهعليهوآله يصلّي ركعتين ، ثم أبا بكر ثم عمر ، وأنت صدرا من ولايتك ، والله ما حدث أمر ... فما أدري ما ترجع إليه؟ فقال : رأي رأيته!
__________________
(١) وقال المسعودي هنا : صفورية قرية من الأردن إلى عكّا (في فلسطين) من بلاد طبريّة ، وقد ذكر أن أباه كان يهوديا منها. مروج الذهب ٢ : ٣٣٦ ، وانظر تلخيص الشافي ٤ : ٧٤ ـ ٧٨ ، وبحار الأنوار ٣١ : ٢٣١ ـ ٢٣٧ بتحقيق اليوسفي الغروي ، وانظر تاريخ المدينة للنميري ٣ : ٩٧٠ ـ ٩٧٦.
(٢) الجمل للمفيد : ١٧٩ ، وبهامشه عن الشافي ٤ : ٢٤٥ ، واليعقوبي ٢ : ١٦٥ ، ومصادر اخرى. ورواه الحلبيّ عن زرارة عن الباقر عليهالسلام في مناقب آل أبي طالب ٢ : ١٦٨ والشهود في ١٦٩.