ونقل عن الجوهري في «السقيفة» عن النميري البصري بسنده قال : حين قبض النبيّ صلىاللهعليهوآله مرّ المغيرة بن شعبة الثقفي بأبي بكر وعمر وهما جالسان على بابه صلىاللهعليهوآله ، فقال لهما : ما يقعدكما هنا؟ قالا : ننتظر هذا الرجل ـ يعنيان عليا عليهالسلام ـ يخرج فنبايعه! فقال لهما : أتريدون أن تنظروا حبل الحبلة من أهل هذا البيت (١) وسّعوها في قريش تتّسع (٢).
سعد بن عبادة زعيم الخزرج :
نقل الكشي عن كتاب يونس بن عبد الرحمن : أن سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي كان أحد العشرة الذين لحقهم النبي صلىاللهعليهوآله من العصر الأول ممّن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم .. وكان من العشرة خمسة من الأنصار أربعة من الخزرج كلها منهم سعد وابنه قيس ، ورجل واحد من الأوس وهو وأبوه وجدّه وجدّ جده لم يزل فيهم الشرف والسؤدد يجير فيجار ، ولم يزل هو وأبوه أصحاب إطعام في الجاهلية والإسلام (٣).
حتى أن جدّه دليم كان له يوم في كل سنة ينادي فيه مناديه : من أراد اللحم والشحم فليأت دار دليم ، فلما مات دليم نادى منادي عبادة بن دليم بمثل ذلك ، ولما مات عبادة نادى منادي سعد بن عبادة بمثل ذلك.
__________________
(١) قيل معناه : حمل الكرمة قبل أن تبلغ ، كناية عن صغر سنّ علي عليهالسلام.
(٢) عن الجوهري في شرح نهج البلاغة ٢ : ٤٣ ، وفي كتاب السقيفة : ٦٨ وفي أمالي الطوسي : ١٧٧ ، الحديث ٢٩٨ عن جابر الأنصاري : أن ذلك كان إبليس تمثل بصورة المغيرة فنادى في الناس : أيها الناس لا تجعلوها كسروانية ولا قيصرانية ، بل وسّعوها تتّسع ولا تردّوها في بني هاشم ينتظر بها الحبالى! وليس معناه أنه هو الذي ابتكر هذه الفكرة بل وافقهم.
(٣) رجال الكشي : ١١٠ ، الحديث ١٧٧.