اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله عبدك في العابدين ، وجاهد فيك المشركين ، لم يغيّر ولم يبدّل ، لكنّه رأى منكرا فغيّره بلسانه وقلبه حتى جفي ونفي وحرم واحتقر ، ثم مات وحيدا غريبا! اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره حرم الله وحرم رسوله! فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا : آمين (١) وكان ذلك سنة (٣٢ ه) (٢).
عثمان وبيت المال :
قال أبو مخنف : كان على بيت المال لعثمان عبد الله بن الأرقم ، ففي أوائل عهده لمّا أراد مائة ألف درهم منه كتب ابن الأرقم عليه كتابا بها حقا للمسلمين وأشهد عليه عليا عليهالسلام والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر.
فلمّا حلّ الأجل (جعل عثمان يدافع ابن الأرقم ويقول له : يكون إن شاء الله فنعطيك) (٣).
ثم إن عبد الله بن خالد بن اسيد ومعه ناس قدموا عليه من مكة يريدون الغزو (فزوّج عثمان ابنته من عبد الله بن خالد وأمر له بستمائة ألف درهم) (٤)
__________________
(١) رجال الكشي : ٦٥ ـ ٦٦ ، الحديث ١١٨ ، وعليه تكون الميتة قبله ابنته والمنادية امرأته ، وفي الخبر أنها كانت قد أعدّت لهم شاة ، وهذا خلاف السابق أيضا. والسابق في هذا أقرب وأنسب.
(٢) تاريخ خليفة : ٩٧ ، والدرجات الرفيعة : ٢٥٤ وكان في موسم الحج ، ونفيه قبل شهر رجب ووفاة العباس. وانظر بشأن أبي ذر وعثمان ، الغدير ٨ : ٢٩٢ ـ ٣٢٣.
(٣) من اليعقوبي ٢ : ١٦٨.
(٤) من اليعقوبي ٢ : ١٦٨.