فصاح عبد الرحمن أنا مريض وأنت قاتلي! وكان عبد الرحمن بن عوف حاضرا فقال : يا أمير المؤمنين قد اقيم عليه الحدّ مرّة! فزبره عمر ، وضربه الحدّ ، وحبسه مريضا فمات بعد شهر (١).
تدوين الدواوين عام (٢٠):
مرّ الخبر عن اليعقوبي قال : في سنة (٢٠) فتح عمرو بن العاص الاسكندرية وسائر مصر ، فاجتباها أربعة عشر ألف ألف (مليون) دينارا خراجا ، على كل رأس ديناران (٢).
وقال : وقدم أبو هريرة الدوسي من البحرين بمال مبلغه سبعمائة ألف درهم ، فقال عمر : كثرت الأموال فأشيروا علي ، فأشير عليه أن يجعل لهم ديوانا ، فدعا عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم بن نوفل بن عبد مناف ، وقال لهم : اكتبوا الناس على منازلهم وابدؤوا ببني عبد مناف. فكتبوا بني عبد مناف ، ثم اتبعوهم أبا بكر وقومه ثم عمر وقومه ، فلما نظر عمر فيه قال : ابدؤوا برسول الله ثم الأقرب فالأقرب منه حتى تضعوا عمر بحيث وضعه الله.
فقيل : بدءوا بالعباس بن عبد المطلب ، وقيل : كتب أول الناس علي بن أبي طالب في خمسة آلاف ثم الحسن والحسين كل في ثلاثة آلاف ، وكل من شهد بدرا من قريش في ثلاثة آلاف ، ومن الأنصار في أربعة آلاف! ولكبار قريش مكة
__________________
(١) انظر مصادره ومناقشته في الغدير ٦ : ٣١٦ ـ ٣١٩ المورد : ٩٧. وهذا أول أوان إمكان وقوعه بعد عام (١٨) وليس كما أشار إليه الطبري في ٣ : ٥٩٧ في عام (١٤) فإن مصر لم تفتح يومئذ بعد.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٥٤.