وجواب علي عليهالسلام :
قال : وكان الفضل بن العباس حاضرا. فرجع إلى عليّ عليهالسلام فحدثه به ، فغضب عليه وشتمه وقال : لقد آذى الله ورسوله! يا فضل ، انصر الأنصار بيدك ولسانك فهم منك وأنت منهم.
ثم قام فأتى المسجد ، فاجتمع إليه كثير من قريش فقال لهم : يا معشر قريش ، إنّ حبّ الأنصار إيمان وبغضهم نفاق ، وقد قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم ، واذكروا أن الله رغب لنبيّكم عن مكة فنقله إلى المدينة ، وكره له قريشا فنقله إلى الأنصار ، ثم قدمنا عليهم دارهم فقاسمونا الأموال وكفونا الأعمال ، فصرنا منهم بين بذل الغني وإيثار الفقير. ثم حاربنا الناس فوقونا بأنفسهم ، وقد أنزل الله تعالى فيهم آية من القرآن جمع لهم فيها بين خمس نعم فقال : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١).
ألا وإن عمرو بن العاص قد قام مقاما آذى فيه الميت والحي ، ساء به الواتر وسرّ به الموتور ، فاستحق من المستمع الجواب ومن الغائب المقت ، وإنه من أحبّ الله ورسوله أحبّ الأنصار ، فليكفف عمرو عنّا نفسه!
قال الراوي : فمشت قريش إلى عمرو بن العاص وقالوا له : أما إذ غضب علي فاكفف.
وشكر الأنصار لعلي عليهالسلام :
قال : فلما بلغ ذلك الأنصار بعثوا إلى حسّان بن ثابت ... وقال له خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين : يا حسّان ، اذكر عليا وآله يكفك عن كل شيء. فقال فيه :
__________________
(١) الحشر : ٩.