وجاء قولها لأبي بكر : إن فدك وهبها لي رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد ذكر التوريث ونفيه في خبر المعتزلي عن الجوهري عن ابن عائشة ، وعلى مثله اعتمد القاضي المعتزلي إذ قال : بل كانت طلبت الإرث قبل ذلك فلما سمعت الخبر من أبي بكر ادّعت النحلة (١).
فردّه المرتضى قال : إن الأمر في أن الكلام في النحلة كان متقدما هو الظاهر ، والروايات كلها به واردة. وكيف يجوز أن تبتدئ بطلب الميراث ثم تدّعيه بعينه نحلة؟!
أو ليس هذا يوجب أن تكون قد طالبت بحقها من وجه لا تستحقه منه اختيارا؟! وكيف يجوز ذلك والميراث يشركها فيه غيرها والنحلة تنفرد بها! (بل) طالبت ابتداء بالنحلة وهو الوجه الذي تستحق به فدكا ، فلما دفعت عنه طالبت بالميراث ضرورة ؛ لأن للمدفوع عن حقه أن يتوصل إلى تناوله بكل وجه وسبب (٢).
ثم طالبت بالميراث :
مرّ آنفا عن المرتضى قدسسره استظهاره أن الكلام في النحلة كان هو المتقدم «والروايات كلها وردت به» وإن كنّا نحن لم نجد نصّ خبر بهذا العنوان.
وأشهر خبر بطلبها بالميراث خبر خطبتها الكبرى في مسجد أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله على أبي بكر في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، وهي في لمّة من حفدتها ونساء قومها وقد ضرب بينها وبينهم بملاءة بيضاء.
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢٦٩ عن الشافي عن المغني عن أبي علي ، وليس في تلخيص الشافي.
(٢) عن الشافي في شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢٧٧ ولم يورده في تلخيص الشافي. وذكر مثله في الذخيرة : ٤٧٨ وأحال فيه على الشافي.