الصحابة بتغيير أسماء أبنائهم المسمّين بمحمد! حتى ذكروا له أنه صلىاللهعليهوآله سمّاهم أو أذن لهم فتركهم ، ومع ذلك كتب إلى أهل الكوفة : أن لا تسمّوا أحدا باسم نبيّ! ونهى عن التكنية بأسمائهم وقال لابنه عبيد الله : ويلك أما تدري ما كنى العرب؟! أبو سلمة أبو حنظلة ـ أبو عرفطة ـ أبو مرّة! هذا وقد روى عنه صلىاللهعليهوآله : أقبح الأسماء : حرب ومرّة (١).
عمر وصوم رجب :
ولعلّه كما خفي على عمر جزية المجوس خفي عليه صوم النبيّ صلىاللهعليهوآله في رجب وندبه الناس إلى صيامه ، فروي عن خرشة بن الحر : أن عمر كان يدعو الصائمين في رجب إلى طعام الغداء قال : ورأيته يضرب أكفّهم ليضعوها في الطعام ويقول : إنما كان أهل الجاهلية يعظمون شهر رجب فلما جاء الإسلام ترك (٢)!
عمر وكتابة السنن :
وتكرّر ما مرّ في الخبر عن أبي بكر مرة أخرى على يد عمر : حيث استشار الصحابة أن يكتب السنن ، فأشاروا عليه أن يكتبها ، ثم ظل مترددا في ذلك شهرا ثم قال : إني كنت أريد أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبّوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا (٣).
__________________
(١) انظر الغدير ٦ : ٣٠٨ ـ ٣١٥ ، المورد : ٥٦. ومات الحارث بن هشام المخزومي في طاعون عمواس (١٨ ه) فتزوج عمر بامرأته وكان له ولد اسمه إبراهيم فغيّره إلى عبد الرحمن! انظر التمهيد ١ : ٢٨٦. وقد روي أنه كان حاضرا عند علي عليهالسلام إذ بشر بولد له ذكر فطلب منه عمر أن يسميه باسمه عمر! مقتل الإمام لابن أبي الدنيا : ١٢٠ ، الحديث ١١٥.
(٢) انظر الغدير ١ : ٢٨٢ ـ ٢٩٠ ، المورد : ٨٩.
(٣) انظر الغدير ٦ : ٢٩٧ ، المورد ٩٣ ، ومن تاريخ الحديث للمؤلف : ٥٠ و٥٧.