وشرارهم حسدوك حسدا أحبط الله به أعمالهم وأثقل به أوزارهم ، وما رضوا أن يساووك حتى أرادوا أن يتقدّموك! فبعدت عليهم الغاية وأسقطهم المضمار (ميدان السباق) وكنت أحق قريش بقريش ، نصرت نبيّهم حيا وقضيت حقوقه ميتا. والله ما بغيهم إلّا على أنفسهم. ونحن أنصارك وأعوانك فمرنا بأمرك ، ثم أنشأ يقول :
إن قوما بغوا عليك وكادو |
|
ك وعابوك بالأمور القباح |
ليس من عيبها جناح بعوض |
|
فيك حقا ولا كعشر الجناح |
أبصروا نعمة عليك من الله |
|
وقرما يدقّ قرن النطاح |
حسدا للذي أتاك من الله |
|
وعادوا إلى قلوب قراح |
ونفوس هناك أوعية البغ |
|
ض على الخير للشقاء شحاح |
من مسرّ يكنّه حجب الغيب |
|
ومن مظهر للعداوة لا حي |
يا وصيّ النبيّ نحن من الحق |
|
على مثل بهجة الإصباح |
ليس منّا من لم يكن لك في الله |
|
وليا على الهدى والفلاح |
فخذ الأوس والقبيل من الخز |
|
رج بالطعن في الوغى والكفاح |
فجزّاه أمير المؤمنين خيرا ، ثم قام الناس بعده فتكلموا بمثل مقاله (١).
ومن خطبة اخرى له عليهالسلام :
إن الله بعث رسولا هاديا ، بكتاب ناطق وأمر قائم ، لا يهلك عنه إلّا هالك ، وإنّ المبتدعات المشبّهات هنّ من المهلكات ، إلّا ما حفظ الله منها. وإنّ في
__________________
(١) الأمالي (للمفيد) : ١٥٤ ـ ١٥٦ ، وفي آخر الجمل : ٤٣٧ ووردت الإشارة إلى الخطبة ، وقيام ابن التيهان في الطبري ٤ : ٤٤٧ عن سيف وبتحريف.