وكان إذا اجتمع الناس يوم الجمعة يقوم فيقول : أيها الناس ، لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو يسلطنّ الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم. وإن أصدق القول كتاب الله ، وأحسن الهدى هدى محمد ، وشرّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار (١).
فكتب الوليد بذلك إلى عثمان ، فبعث عثمان إليه : أن دع هذا الكلام أو اخرج من الكوفة (٢).
وذكر الثقفي في تاريخه ، والواقدي في «كتاب الدار» بإسنادهما عن راو قال : دخلت على عبد الله بن مسعود وعنده أصحابه ، إذ جاءه رسول الوليد بن عقبة فقال له : إن الأمير أرسل إليك : أن أمير المؤمنين يقول : إما أن تدع هذه الكلمات وإما تخرج من أرضك!
فقال ابن مسعود : ربّ كلمات لا أختار مصري عليهن! ليخرجنّ منها ابن أمّ عبد (يعني نفسه) ولا أتركهن أبدا وقد سمعت رسول الله يقولهن ، فقيل : ما هنّ؟ فقال : أفضل الكلام كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة ضلالة (٣).
وبدا اختلاف القراءات :
تأسست الكوفة بسعد بن أبي وقاص وكان كما مرّ لا يحسن قراءة القرآن ، فشكى أهل الكوفة ذلك إلى عمر عام (٢١) فبعث إليهم عبد الله بن مسعود
__________________
(١) أنساب الأشراف ٥ : ٣٦ ، وتاريخ الخميس ٢ : ٣٧٠.
(٢) تاريخ المدينة للنميري البصري ٣ : ١٠٩٤.
(٣) كما في بحار الأنوار ٣١ : ٢٩٥ ، ٢٩٦ عن القسم الثاني من تقريب المعارف للحلبي عن تاريخ الثقفي وكتاب الدار للواقدي.