وخطبة اخرى (٤):
رواها القمي بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد ما بويع له بخمسة أيام خطب فقال (فيما قال) :
واعلموا أن على كلّ شارع بدعة وزره ووزر كلّ مقتد به إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيء وسينتقم الله من الظلمة مأكلا بمأكل ومشربا بمشرب ... فيا مطايا الخطايا ... اسمعوا واعقلوا وتوبوا ، وابكوا على أنفسكم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(١) فأقسم ثم أقسم ليتحملنّها بنو أميّة من بعدي ، وليعرفنّها في دار غيرهم عمّا قليل ، فلا يبعد الله إلّا من ظلم ، وعلى البادي ما سهّل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزارهم وأوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة (وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ)(٢) ولعله قالها حين بلغه هرب بني أمية إلى مكة.
والولاة الجدد :
كان من أهمّ نقم الناقمين الثوّار على عثمان ولاته ، وكان على ثوار البصرة حكيم بن جبلة العبدي ، ولكنه كان متعبّدا لعلي عليهالسلام فلم يتوقّع منه إلّا عزل والي عثمان على البصرة ابن خالته عبد الله بن عامر بن كريز ، ولم يكن يتوقّع منه استبداله به ، فاستبدله بعثمان بن حنيف الأنصاري.
وكان على ثوار الكوفة الأشتر النخعي ، وكان خاضعا لعلي عليهالسلام ، ولكنّه حيث كان هو وأهل الكوفة قد رضوا من قبل بأبي موسى الأشعري ، فكلّم الأشتر عليا عليهالسلام لإقراره فأقرّه.
__________________
(١) الشعراء : ٢٢٧.
(٢) النحل : ٢٥ ، والخبر في تفسير القمي ١ : ٣٨٤.