وعن أخبار أهل البيت عليهمالسلام : أنه خرج به إليهم يحمله في إزار ، وهم مجتمعون في المسجد ، فلما توسطهم وضعه بينهم .. فقام إليه عمر فقال : إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله فلا حاجة لنا فيكما! فحمل الكتاب وعاد به (١).
فكان هذا الردّ الأكيد لجمع علي عليهالسلام من القرآن الكريم يقتضي منهم أن يقوموا بالبديل عنه ، وهنا تأتي أخبار البخاري عن زيد بن ثابت الأنصاري : أن عمر بن الخطاب لما رأى أن القتل اشتد في قرّاء القرآن في يوم اليمامة أشار على أبي بكر بجمع القرآن وتدوينه كي لا يذهب بعضه بذهاب حامليه وقرّائه ، فجمعه ودوّنه زيد في الصحف لدى أبي بكر (٢).
وعمّت الفتنة عمان :
روى الطبري عن سيف عن القاسم بن محمد بن أبي بكر : أن أبا بكر كان قد بعث إلى مسيلمة باليمامة قبل خالد عكرمة وأتبعه بشرحبيل بن حسنة ، فحاول عكرمة أن تكون له حظوة الظفر فبادر إلى مسيلمة فنكبه رجال مسيلمة ، فكتب بذلك إلى أبي بكر. فكتب إليه يوبّخه على تسرّعه.
وكان في عمان يسامى الجلندى وابنيه جيفرا وعبّادا رجل من الأزد يدعى لقيط بن مالك ، وتنبّأ بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله وتلقّب بذي التاج وتغلّب على عمان وألجأ جيفرا وعبّادا إلى الجبال على البحر ، فبعث جيفر إلى أبي بكر بذلك. فبعث أبو بكر
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٥٠ ـ ٥١.
(٢) انظر التمهيد ١ : ٢٣٤ ـ ٢٤٥ ، وتلخيصه ١ : ١٢٩ ـ ١٣٧ ، وجاءت الإشارة إلى قول عمر بشأن القرّاء القتلى في اليمامة في كتاب سليم بن قيس ٢ : ٦٥٦ : أنه قد قتل يوم اليمامة رجال كانوا يقرءون قرآنا لا يقرؤه غيرهم. وهذا إن صحّ فهو وهم من عمر ، وانظر تخريج الخبر في ٣ : ٩٧٥. وفي الإيضاح لابن شاذان : ٢١٥ قريب منه.